هل تؤثر المضادات الحيوية على مناعة الإنسان ؟
هل تؤثر المضادات الحيوية على مناعة الإنسان ؟
تعتبر المضادات الحيوية من أهم الأدوية المستخدمة في عصرنا الحالي حيث تعد ثاني أكثر الأدوية إستخداماً بعد المسكنات ، لقد شكل إكتشاف المضادات الحيوية و إستخدامها في علاج الكثير من الأمراض الجرثومية ثورة في عالم الطب الحديث أدت الى تقليل نسبة الإمراضية و الوفيات في العديد من الأمراض الخطيرة المنتشرة في ذلك الوقت و تلى ذلك إكتشاف و إنتشار مئات الأنواع من المضادات الحيوية مما أدى الى كثرة إستخدامها أو إستخدامها بشكل عشوائي و غير صحيح لعلاج أمراض بسيطة لا تحتاج للمضادات في علاجها و لعبت الإعتقادات و المفاهيم الخاطئة بين الناس دوراً مهماً بهذا ظناً منهم بقدرة المضادات الحيوية على شفاء جميع الأمراض و رفع المناعة و بالتالي تحسين الحالة الصحية للإنسان .
أن المضادات الحيوية سلاح ذو حدين فإذا أستخدمت بطريقة صحيحة و بمكانها المناسب ستؤدي الى نتائج جيدة بينما إذا أستخدمت بطريقة خاطئة و عشوائية و لفترة طويلة سيؤدي ذلك الى مخاطر و آثار لا يحمد عقباها و أهمها التأثير على مناعة الجسم و كبتها و خصوصاً عند الأطفال بعمر أقل من عامين .
حيث بينت الدراسات أن البكتيريا النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي هي المسؤولة عن حوالي ٨٠٪ من المناعة لأنها تقوم بمحاربة الجراثيم الضارة كما تساعد على الهضم و إمتصاص الغذاء و تمنع نمو الفطريات داخل الجهاز الهضمي و عند إستخدام المضادات الحيوية و لفترة طويلة و بشكل عشوائي فإنها ستقوم بتحطيم و إضعاف هذه البكتيريا المفيدة لكون المضادات الحيوية لا تفرق بينها و بين الجراثيم الضارة مما يسبب غزو الأمعاء بالطفيليات و الجراثيم و نمو الفطريات المؤذية و كل هؤلاء سوف يتغذون على الغذيات الموجودة بالغذاء المخصص للجسم مما يسبب في إضعاف الجسم و هنا ستبدأ المعادن و الموادالضارة بالإنتقال الى أنسجة الجسم و تخريب قدراته الحيوية مما يزيد من إضعاف المناعة و يصبح الجسم مترهلاً و ضعيفاً أمام أي عامل ممرض نتيجة فقدان قدراته المناعية الذي قد يستمر لأشهر و ربما لسنوات بعد إيقاف إستخدام المضادات الحيوية .
د. معاوية العليوي
المعلومات المقدمة فىالطبية في هولندايتم إعدادها من مراجع طبية ، و لا يتحمل المعد للمعلومات المسؤولية عن الطريقة التى تم بها أستخدام المعلومات الواردة فى المقالات ،و القصد من المعلومات المقدمة فى الطبية في هولندا هو التثقيف الطبى و تبسيط المعلومات الطبية و لكن لا يمكن أن تحل هذة المعلومات محل الأستشارات الطبية المهنية ، و القررات الطبية مسؤولية المختصين و الممارسين الطبيين .