فقدان السمع
نظرة عامة
فقدان السمع الذي يحدث تدريجيًّا مع التقدم في العمر (الصمم الشيخوخي) هو حالة شائعة. يصاب ثلث الأفراد تقريبًا في الولايات المتحدة، ممَّن تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عامًا، بفقدان السمع بدرجات متفاوتة. بالنسبة إلى من تجاوزوا 75 عامًا، يصاب فرد من كل فردين تقريبًا بفقدان السمع.
أنواع فقدان السمع ثلاثة، وهي:
- موصل (ينطوي على الأذن الخارجية أو الوسطى)
- عصبي حسي (ينطوي على الأذن الداخلية)
- مختلط (يجمع بين الاثنين)
تساهم الشيخوخة، والتعرض المزمن لضوضاء صاخبة في فقدان السمع. وهناك عوامل أخرى، مثل شمع الأذن الزائد، يمكن أن يقلل بشكل مؤقت جودة توصيل الصوت إلى الأذن.
لا يمكنك عكس معظم أنواع فقدان السمع. ومع ذلك، تستطيع أنت وطبيبك أو اختصاصي السمع اتخاذ خطوات لتحسين درجة السمع لديك.
الأذن الداخلية
تحتوي الأذن الداخلية على مجموعة حجرات مترابطة مملوءة بالسائل. تؤدي الغرفة حلزونية الشكل، والتي تسمى القوقعة، دورًا في عملية السمع. حيث تنتقل الاهتزازات الصوتية من عظيمات الأذن الوسطى إلى سوائل القوقعة. ثم تقوم أجهزة استشعار صغيرة (الشعيرات السمعية) تبطِّن القوقعة بتحويل الاهتزازات إلى نبضات كهربائية تنتقل عبر العصب السمعي إلى الدماغ.
أما حجرات الأذن الداخلية الأخرى المملوءة بالسائل، فتشمل ثلاثة أنابيب تسمى القنوات نصف الدائرية (تجويف الأذن الدهليزي). تكتشف الشعيرات السمعية الموجودة في القنوات نصف الدائرية حركة السوائل عند تحركك في أي اتجاه. ثم تحول الحركة إلى إشارات كهربائية تنتقل عبر العصب الدهليزي إلى الدماغ. وتُمكنك المعلومات الحسية هذه من الحفاظ على الشعور بالتوازن.
الأعراض
قد تشمل علامات وأعراض ضعف السمع ما يلي:
- اختفاء الكلام والأصوات الأخرى
- صعوبة في فهم الكلمات، خاصة مع وجود ضوضاء في الخلفية أو في أماكن الزحام
- مشكلة في سماع الحروف الساكنة
- تكرار طلب التحدث ببطء أكثر وبوضوح وبصوت عالٍ من الآخرين
- الحاجة إلى رفع صوت التلفزيون أو الراديو
- الانسحاب من المحادثات
- تجنب التواجد في بعض البيئات الاجتماعية
متى تزور الطبيب؟
إذا أُصِبتَ بفُقدان السَّمع المُفاجئ، خاصَّةً في أُذن واحِدة، احرِص على الحصول على استشارةٍ طبيَّةٍ على الفور.
تحدَّثْ إلى طبيبك إذا كانت صعوبةُ السَّمع تُعيق حياتك اليومية. يحدُث فُقدان السَّمع المُرتَبِط بالعُمر تدريجيًّا؛ لذلك قد لا تُلاحِظه في البداية.
الأسباب
سيُساعدك فهم الكيفية التي تَستطيع الأذن السماع بها على فهم كيفية حدوث فقدان السمع.
كيف تسمع
تتألف أذنك من ثلاثة أجزاء رئيسية: الأذن الخارجية، والأذن الوسطى، والأذن الداخلية. تمر الموجات الصوتية من خلال الأذن الخارجية وتسبب حدوث اهتزازات في طبلة الأذن. تقوم طبلة الأذن وثلاثة عظام صغيرة موجودة داخل الأذن الوسطى بتضخيم الاهتزازات أثناء انتقالها إلى الأذن الداخلية. وهناك، تمر الاهتزازات خلال سائل موجود داخل بنية على شكل قوقعة تُوجد في الأذن الداخلية (قوقعة الأذن).
وترتبط بالخلايا العصبية الموجودة في القوقعة آلاف الشعيرات الصغيرة التي تساعد على ترجمة الاهتزازات الصوتية إلى إشارات كهربية يتم نقلها إلى المخ. يقوم المخ بتحويل هذه الإشارات الكهربية إلى صوت.
أسباب فقدان السمع
تتضمن أسباب فقدان السمع ما يلي:
- تضرر الأذن الداخلية. قد ينتج عن تقدم العمر والتعرُّض للضوضاء الصاخبة تلف الشعيرات أو الخلايا العصبية الموجودة في قوقعة الأذن والتي ترسل الإشارات الصوتية إلى المخ. في حالة عدم وجود هذه الشعيرات أو الخلايا العصبية أو تعرضها للضرر، لا تُنقَل الإشارات الكهربائية بكفاءة ويحدث فقدان السمع.وقد تصبح الأصوات ذات النغمات العالية مكتومة بالنسبة لك. وقد يصبح من الصعب تمييز الكلمات وسماعها في ظل وجود الضوضاء الخلفية.
- تراكم تدريجي لشمع الأذن. يمكن للشمع سد قناة الأذن ومنع توصيل الموجات الصوتية. يمكن أن يساعد إزالة شمع الأذن على استعادة سمعك.
- عدوى بالأذن أو نمو غير طبيعي للعظم أو الأورام. قد تتسبب أي من تلك الحالات في فقدان السمع عند حدوثها في الأذن الخارجية أو الوسطى.
- تمزق طبلة الأذن (انثقاب الغشاء الطبلي). قد تتسبب الأصوات العالية المفاجئة والتغييرات المفاجئة في الضغط وثقب طبلة الأذن بأي جسم والعدوى في تمزق طبلة الأذن والتأثير سلبًا على سمعك.
عوامل الخطر
تتضمن العوامل التي قد تُؤدي إلى فقدان السمع أو تلف الخلايا العصبية في الأذن الداخلية ما يلي:
- التقدُّم في السن. يَحدث مع مرور الوقت تدهور بنية الأذن الداخلية.
- الضوضاء الصاخبة. يُمكن أن يُؤدي التعرض للأصوات الصاخبة إلى تلف خلايا الأذن الداخلية. يُمكن أن يَحدث الضرر بسبب التعرض للضوضاء الصاخبة فترة طويلة، أو لأصوات عالية مفاجئة، مثل طلقه ناريه.
- الوراثة. قد يَجعلك التكوين الوراثي أكثر عرضة لتلف الأذن من عاملي الصوت أو التدهور بسبب التقدم في العمر.
- ضوضاء المهنة. قد تُؤدي الوظائف التي يُعد الضجيج العالي جزءًا متكررًا فيها، مثل الزراعة أو البناء أو العمل في المصانع، إلى تلف داخل الأذن.
- الضوضاء في الأماكن الترفيهية. ويُمكن أن يَتسبب التعرض للأصوات المتفجرة، مثل الأسلحة النارية والمحركات النفاثة، في فقدان فوري ودائم للسمع. وتَشمل الأنشطة الترفيهية الأخرى ذات مستويات الضجيج الصاخبة والخطيرة على التزلج على الجليد، أو ركوب الدراجات النارية، أو القفز بين الأشجار أو الاستماع إلى الموسيقي الصاخبة.
- بعض الأدوية. يُمكن لبعض الأدوية، مثل الجنتاميسين المضاد الحيوي، والفياجرا وبعض أدويه العلاج الكيميائي، أن تَضر بالأذن الداخلية. يُمكن أن تحدث تأثيرات مؤقتة على السمع، الرنين في الأذن (طنين) أو فقدان السمع، إذا كنت تأخذ جرعات عالية جدًّا من الأسبرين، أو مسكنات الألم الأخرى، أو الأدوية المضادة للملاريا أو مدرات البول العروية.
- بعض الأمراض. قد تَضر بعض الأمراض بقوقعة الأذن التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، مثل الالتهاب السحائي.
المضاعفات
قد يُؤثِّر فقدان السمع تأثيرًا كبيرًا على نوعية الحياة. قد يُعَبِّر البالغون الأكبر سنًّا المصابون بفقدان السمع عن الشعور بالاكتئاب. نظرًا لتسبُّب فقدان السمع في إحداث صعوبة في التواصل، فقد يشعر بعض الأشخاص بالعُزلة. يرتبط فقدان السمع بالضعف المعرفي والرفض.
لا يزال سبب الارتباط بين فقدان السمع والضعف المعرفي والاكتئاب والعزلة يخضع للدراسة المكثَّفة. تُشير البحوث الأولية إلى أن علاج فقدان السمع يُمكن أن يُؤثِّر تأثيرًا إيجابيًّا على الأداء المعرفي، وخاصة على الذاكرة.
الوقاية
يمكن أن تساعدك الخطوات التالية على الوقاية من فقد السمع المُحدَث بالضوضاء، وتجنُّب زيادة فَقْد السمع المرتبط بالعمر سوءًا:
- وقاية أذنيك. يمثِّل الحد من مدة وكثافة تعرُّضك إلى الضوضاء طريقة الوقاية الأفضل. وفي مكان العمل، يمكن أن يساعد ارتداء سدادات الأذن البلاستيكية أو واقيات الأذن المملوءة بالغليسرين على وقاية أذنيك من الضوضاء المدمِّرة.
- إجراء اختبار حاسة السمع. فكِّر في إجراء اختبارات السمع المنتظمة إذا كنت تعمل في بيئة صاخبة. وإذا فقدت جزءًا من حاسة السمع، يمكنك اتخاذ خطوات للوقاية من الإصابة بالمزيد من الفقدان.
- تجنَّب المخاطر الترفيهية. يمكن أن تُلحِق ممارسة الأنشطة مثل قيادة الدراجة الثلجية، أو الصيد، أو استخدام الأدوات الكهربائية، أو الاستماع إلى حفلات موسيقى الروك، الضرر بحاسة السمع بمرور الوقت. كما يمكن لارتداء واقيات السمع أو الابتعاد قليلًًا عن الضوضاء وقاية أذنيك. ومن المفيد أيضًا خفض مستوى صوت الموسيقى.
العلاج
إذا كان لديك مشكلات في السمع، فالمساعدة متاحة. يَعتمد العلاج على سبب الإصابة بفقدان السمع وشدته.
تشمل الخيارات:
- إزالة الانسداد الشمعي. انسداد الأذن الشمعي هو سبب عكسي لفقدان السمع. يُمكن أن يُزيل طبيبك شمع الأذن من خلال تخفيفه بالزيت ثم تنظيفه، أو جرف الشمع الناعم أو شفطه للخارج.
- الإجراءات الجراحية يُمكن علاج بعض حالات فقدان السمع من خلال الجراحة بما في ذلك حالات شذوذ في طبلة الأذن أو عظام السمع (عظيمات السمع ) إذا كنت مصابًا بعدوى متكررة مع وجود سائل دائم، فقد يَطلب طبيبك إدخال أنابيب صغيرة الحجم تُساعد في تصريف السوائل من الأذن.
- الأجهزة المساعدة على السمع: إذا كان فقدان السمع نتيجة لحدوث ضرر بالأذن الداخلية، فيُمكن أن تُساعدك الأجهزة المساعدة على السمع. يُمكن أن يُناقش اختصاصي السمعيات معك الفوائد المحتملة لاستخدام جهاز مساعد على السمع، ويُوصي باستخدام إحداها وتركيبها لك. تعد أدوات Open Fit الأكثر شعبية حاليًا، وذلك بسبب ملاءمتها وميزاتها المقدمة.
- زراعة قوقعة الأذن: إذا كان لديك فقدان شديد في السمع، فربما تكون زراعة قوقعة الأذن خيارًا لك. بعكس الجهاز المساعد على السمع الذي يُضخم الصوت وثوجهه إلى قناة الأذن، تعوضك زراعة قوقعة الأذن عن الأجزاء التالفة أو التي لا تعمل بالأذن الداخلية وتُحفز العصب السمعي بشكل مباشر. إذا كنت تُفكر في إجراء زراعة قوقعة الأذن، فيُمكن أن تَتناقش مع اختصاصي السمعيات والطبيب المتخصص في اضطرابات الأذن والأنف والحنجرة حول المخاطر والفوائد.
التأقلم والدعم
يمكن أن تساعدك هذه النصائح على التواصل بسهولة أكبر على الرغم من إصابتك بفقدان السمع:
- أخبر أصدقاءك وأفراد عائلتك. أبلغهم بأنك مصاب بقدر من فقدان السمع.
- اضبط وضعيتك بحيث تتمكن من السمع. اجعل نفسك في مواجهة الشخص الذي تتحدث معه.
- أغلق أي ضجيج في الخلفية. مثلًا، صوت الضجيج الصادر عن التلفزيون يمكن أن يتداخل مع صوت المحادثة.
- اطلب من الآخرين التحدث بوضوح، ولكن ليس بصوت أكثر علوًّا. سوف تتعاون معك الغالبية العظمى من الناس إذا ما علموا أنك تواجه مشكلة في سماعهم.
- حاول أن تجذب انتباه الشخص الآخر قبل التحدث. تجنب محاولة التحدث مع أحد الأشخاص الموجودين في غرفة مختلفة.
- اختر الأماكن الهادئة. في الأماكن العامة، اختر مكانًا للتحدث يكون بعيدًا عن المناطق التي يسودها الضجيج.
- فكر في استخدام جهاز سمع مساعد. من الممكن أن تساعدك أجهزة السمع، مثل أجهزة الاستماع للتلفزيون أو أجهزة تكبير صوت الهاتف، وتطبيقات الهواتف الذكية أو التابلت، وأجهزة الدوائر المغلقة الموجودة في الأماكن العامة على سماع صوتك بشكل أفضل مع إسهامها في تقليل مستوى الضجيج المحيط بك.